وإذا سأل أين ذهب جسده، هل نخبره أننا قمنا بدفنه في التراب
، المثال الذي سأسرده يوضح لنا أهمية قول الحقيقة للطفل:
افتقد طفل في الخامسة من عمره أخته عندما غابت عنه لعدة أيام، سأل والدته سبب غيابها.. فقالت له إنها توفيت لأن قلبها كان ضعيفاً.. وعندما سألها:
وأين ذهب جسدها
.
أجابته: سأخبرك عندما تكبر.
إلا أن أمه لاحظت على ابنها أنه أصبح يخاف من البقاء وحده في غرفته، أو أن يفتح دولاب ملابسه، ثم بدأ يستفرغ طعامه، واكتشفت تلك الأم فيما بعد بمساعدة طبيب ابنها النفساني أنه كان يخاف وجود أخته المتوفاة في أي مكان في البيت.. لأن والدته لم تخبره بأن أخته قد دفنت في المقبرة.. وعندما أخبرت الأم ابنها بالحقيقة، شعر بالاطمئنان وزال خوفه.إن من الخطأ أن نفكر في توفير الإحساس بالمعاناة عن أطفالنا، لأنهم جزء من حياتنا ولابد أن يواجهوها يوماً، مايحتاجه أطفالنا فعلاً أن نساعدهم على التكيف مع المآسي التي تقع لهم، وهم يتعلمون ذلك منا، إذا أخفينا دموعنا، ووضعنا على وجوهنا قناع الشجاعة.. لن يفكروا هم في البكاء للتخفيف عن أحزانهم، رغم أن البكاء وسيلة صحية للنفس والجسد في مواجهة الأحزان، فلماذا ننكره على أنفسنا وأولادنا